هذا الكتاب من أجود الكتب التي تناولت اهتمام النساء بالعلوم الشرعية عامة والحديث خاصة ، فهو كتاب جمع من النقول أندرها ومن التراجم أنفسها ومن الفوائد دررها كيف لا ومؤلفه المحدث البحاثة المحقق مشهور حسن ال سلمان الذي له اليد الطولى في التأصيل والتحقيق والتأليف .
الكتاب نقل تراجم عملية لنساء تخصصن في علم الحديث وهو جوهر الكتاب ، وقدمن أروع الأمثلة على النبوغ في هذا العلم الشريف والتخصص فيه والعناية به حفظا ودرسا وتعليما وتأليفا. وقد تناول الكاتب عناية النساء بالحديث منذ نشأته وحتى القرن الثالث عشر.
ومن العجيب ان من تناولوا هذا الموضوع وجدوا نساء المغرب الأقصى الأكثر عناية بالحديث والفقه من غيرهن من النساء قال الأستاذ عبد الله العفيفي : وأكثر ما عرف به الممتازات من نساء المغرب الأقصى حفظ القرآن الكريم بقراءاته جميعاً، ورواية الحديث، ودرس الفقه والأصول، وما إلى هذه من علوم الدين، ويذكر أهل ذلك الإقيلم ثمانين امرأة من نساء المغرب جمعن إلى النفاذ في ذلك كله حفظ مدونة الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه، وهي أكبر المطولات الجامعة في الحديث والفقه ) المرأة العربية (3/150).
يقول الشيخ المحدث مشهور حسن في مقدمة كتابه هذا :
وإني في كتابي هذا واقف على أشهر العالمات والراويات للحديث النبوي وكتبه في كل عصر ومصر على وجه موجز يبرهن على عناية النساء بهذا العلم ؛ عسى أن تكون رسالتي هذه همزة وصل بين أخواتي المؤمنات وبين سلسلة الذهب التي احتوت على تلك الدرر من الصحابيات ومن وليهن في ميادين العلم من الراويات، وتكون أيضاً قطعاً بينهن وبين أعداء الإسلام بتنبيههن باللجوء إلى العلم الشرعي، وتحذيرهن من السموم التي بثها الأعداء في المدارس والجامعات؛ إذ رأوا الميدان مفتوحاً لا مقاومة فيه ولا شاغل يملؤه ؛ فكرسوا كل جهودهم للوصول إلى تحطيم بنيان الأمة عن طريق التأثير في المرأة صانعة الأجيال، حتى قال المستشرق جب: (إن مدارس البنات هي بؤبؤ عيني .).
لقراءة الكتاب أو تحميله اضغط هنا