من الكتب المحفزة على حفظ الحديث النبوي تلك التي جمعت متون الأحاديث القصار ، ومنها هذ الكتاب الذي اشتمل على أربعين حديثا منتقاة بعناية ، وقصر الحديث لا يلزم منه قلة معانيه فإن من خصائص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه أوتي جوامع الكلم ، فقالبه اللغوي القصير يشتمل على أرفع المعاني وأطيبها وهذا من الإعجاز البلاغي الدال على صدق نبوته .
وعن منهج تأليف هذا الكتاب يقول مؤلفه الأستاذ راشد بن عبدالرحمن البداح في مقدمته:
الحَمْدُ لِلهِ وَكَفَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اقْتَفَى، أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ الكَلِمَاتِ النَّبَوِيَّةَ الْفَاظُهَا جَزْلَةٌ رَشِيْقَةٌ وَمَعَانِيهَا فَائِقَةٌ دَقِيقَةٌ. فَرُبَّمَا جَمَعَتْ أَشْتَاتَ الْحِكَمِ وَالْعُلُومِ فِي كَلِمَةِ، أَوْ كَلِمَتَيْنِ، وَإِنَّهَا لَمِنْ كُنُوزِ العِلْمِ.
قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا : اطْلُبُوا كُنُوزَ العِلْمِ تَحْتَ كَلِمَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم (۱).
وَقَدْ جَمَعْتُ فِي هَذَا الجُزْءِ مِنَ الكُنُونِ أَحْصَرَهَا ، وَمِنَ العِبَارَاتِ أَقْصَرَهَا ، حَيْثُ إِنَّ عَدَدَهَا : أَرْبَعُوْنَ حَدِيثًا مُكَوَّنَةٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ .
وَ الفَوَائِدُ الْمُجْتَنَاةُ وَالعَوَائِدُ المُجْتَبَاةُ مِنْ هَذَا الجَمْعِ عَشْرٌ أَسْرُدُهَا سَرْدًا:
. لِيَكُوْنَ مَتْنَا مَتِيْنًا، يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مِنْهُ شَرْحٌ وَدَرْسٌ.
. إِقَامَةُ مُسَابَقَاتٍ تَنَافُسِيَّةٍ عَلَيْهِ فِي الحِفْظِ وَالفَهْمِ وَالعَمَلِ.
. مجْمُوعٌ تَرِيُّ، يُنْتَقَى مِنْهُ لِكِتَابَةِ عِبَارَاتٍ مِنْ مِشْكَاةِ النُّبُوَّةِ.
. مَادَّةٌ جَاهِزَةً مُصَمَّمَةٌ لِنَشْرِهَا عَبْرَ وَسَائِلِ التَّقْنِيَةِ الحَدِيثَةِ.
. تَرْغِيْبُ الْأَطْفَالِ بِمَبَادِئِ العِلْمِ : تَقْوِيَةً لِأَذْهَانِهِمْ، وَتَقْوِيْمًا لِأَلْسِنَتِهِمْ.
. انْتِقَاء قَصِيرٌ يَسِيرٌ، يَحْفَظُهُ العَوَامُّ وَالْأَسْبَالُ وَالسُّبَّانُ.
. لِبَيَانِ جَانِبٍ مُشْرِقٍ مِنْ مَحَاسِنِ الدِّيْنِ وَدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ.
. مَجَالٌ عِلْمِي لِلتَّجْدِيدِ فِي الطَّرْحِ الشَّرْعِي، وَالجَمْعِ الحَدِيثِيِّ.
. إِبْرَازُ مَكَانَةِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ مِنْ خِلَالِ كَلِمَتَيْنِ، تَحْتَهُمَا مِنَ الْمَعَانِي المِنِينُ.
. لإظْهَارِ أَخْصَرٍ وَأَقْصَرِ جَوَامِعِ الكَلِمِ الْمُكْتَنِزَةِ بِالعِلْمِ وَالحِكَمِ.
فَصَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ، عَلَى مَنْ أُوتِيَ جَوَامِعَ الكَلِمِ مِنْ رِيَاضِهِ، وَاقْتُبِسَتْ كُنُوزُ العُلُومِ وَالحِكَمِ مِنْ الْفَاظِهِ.
لقراءة الكتاب أو تحميله اضغط هنا