يُشْتَرَطُ في الجارح أربعة شروط:
الأول:
العدالة؛ لأن المجروح في عدالته لا يُقْبَلُ خَبَرُه.
الثاني:
العلم بأسباب الجرح وداوعي القدح؛ فهناك أسباب لا توجب الجرح في الرواة؛ بينما قد تبدو للجارح كذلك.
الثالث:
اليقظة والبعد عن الغفلة؛ لأن غفلة الجارح قد تؤدي به إلى الاغترار بظاهر حال الراوي فَيُوَثَّق، وقد لا يَثْبُتُ فِي أَمْرِهِ فيجرحه.وقد وثق الإمام مالك رحمه الله عبدالكريم بن أبي المخارق حين اغتر بظاهر حاله من التعبد والزهد بينما هو ممن جرحوه.
- الرابع: الورع والتقوى؛ وذلك لأَنَّ قِلَّةَ الوَرَعِ وَاتَّبَاعَ الهَوَى إِذا وجد في المختلفين كان باعنا قويًا على التجريح، والأمثلة على الجرح الذي باعثه الاختلاف والتَّعَصُّب كثيرة جدا،ومنه كلام الاقران بعضهم في بعض إذا كان الباعث له قطعا هو المنافسة وما في معناها. انتهى
وقد لخصت لك الشروط الأربعة في جملة أبيات - تسهيلا لحفظها- كالآتي :
واشترطوا عدالة للجارحِ
وعلمَهُ أسباب كل قادحِ
وأن يكون يَقِظا ذا ورعِ
وغير ذي تعصبٍ للبدعِ
فهذه هي الشروط الأربعهْ
وَلَيْتَها عند الرجالِ مُتْبَعَهْ