شعار التلفزيون الرمضاني
00:00 / 00:00

مكروهات الصيام وما يغتفر فيه على مذهب مالك

بِسْــــــــــــــــمِ اﷲِالرَّحْمَنِ الرَّحِيم


يَمْتَنِعُ الْمُسْلِمُونَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ عَنْ سَائِرِ الْمُفَطِّرَاتِ نَهَاراً، غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ يَصْدُرُ مِنْ بَعْضِ النَّاسِ مَكْرُوهَاتٌ تَتَنَافَى وَقُدْسِيَّةَ الصِّيَامِ فِي رَمَضَانَ، أَوْ أُمُورٌ يُغْتَفَرُ وُقُوعُهَا فِي الصِّيَامِ.

فَمَا مَكْرُوهَاتُ الصِّيَامِ؟ وَمَا الْأَشْيَاءُ الْمُغْتَفَرَةُ في الصِّيَامِ؟

أَوَّلاً: مَكْرُوهَاتُ الصِّيَامِ

مَكْرُوهَاتُ الصِّيَامِ؛ هِيَ: الْأُمُورُ الَّتِي يُكْرَهُ لِلصَّائِمِ فِعْلُهَا فِي نَهَارِ رَمَضَانَ، وَلَكِنْ يَبْقَى صِيَامُهُ صَحِيحاً؛ وَهِيَ:

1. لَـمْسُ الزَّوْجَةِ؛ أَوْ مَا يَقُومُ مَقَامَ اللَّمْسِ، بِلَذَّةٍ؛ وَالْحُكْمُ فِي ذَلِكَ عَلَى التَّفْصِيلِ الْآتِي:

  • أ- إِذَا تَيَقَّنَ الصَّائِمُ أَنَّ عَادَتَهُ السَّلَامَةُ مِنْ خُرُوجِ الْمَذْيِ فَفِعْلُهُ مَكْرُوهٌ.
  • ب- إِنْ كَانَ يَعْلَمُ مِن نَفْسِهِ عَدَمَ السَّلَامَةِ مِنْ خُرُوجِ الْمَذْيِ فَفِعْلُهُ حَرَامٌ.
  • ج- إِذَا شَكَّ فِي السَّلَامَةِ مِنْ خُرُوجِ الْمَذْيِ فَقِيلَ: حَرَامٌ، وَقِيلَ: لَا يَحْرُمُ. قَالَ مَالِكٌ: «لَا أُحِبُّ لِلصَّائِمِ أَنْ يُقَبِّلَ، فَإِنْ قَبَّلَ فِي رَمَضَانَ فَأَنْزَلَ فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ وَالْكَفَّارَةُ، وَإِنْ قَبَّلَ فَأَمْذَى فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ وَلَا كَفَّارَةَ عَلَيْهِ» [الاستذكار، ج 3 ص 293].وَإِلَى حُكْمِ اللَّمْسِ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ أَشَارَ النَّاظِمُ بِقَوْلِهِ:

(وَيُكْرَهُ اللَّمْسُ وَفِكْرٌ سَلِمَا *** دَأْباً مِنَ الْمَذْيِ وَإلاَّ حَرُمَا).

2. ذَوْقُ الصَّائِمِ لِلطَّعَامِ؛ فَيُكْرَهُ لِلصَّائِمِ ذَوْقُ الْقِدْرِ مِنَ الْمِلْحِ وَكُلِّ مَا لَهُ طَعْمٌ كَذَوْقِ الْعَسَلِ وَمَضْغِ الطَّعَامِ لِلصَّبِيِّ؛ لِقَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: «لاَ بَأْسَ أَنْ يَتَطَعَّمَ الْقِدْرَ أَوِ الشَّيْءَ». [صحيح البخاري، كتاب الصوم، باب اغتسال الصائم]  ولِذَلِكَ كُرِهَ لِلصَّائِمِ الْمُبَالَغَةُ فِي الْمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ.

3. اَلْهَذَرُ؛ فَيُكْرَهُ لِلصَّائِمِ كَثْرَةُ الْكَلَامِ وَالثَّرْثَرَةُ لِغَيْرِ مَنْفَعَةٍ، قَالَ اللهُ تَعَالَى:

سورة المومنون الآية 3

المومنون: 3

، وَقَالَ سُبْحَانَهُ:

سورة الفرقان الآية 72

الفـرقان: 72

 كَمَا يجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَجَنَّبَ الْكَلَامَ الْمُحَرَّمَ مِثْلَ: الْغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ وَالْكَذِبِ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ». [صحيح البخاري، كتاب الصوم، باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم]. وَفِي ذَوْقِ الطَّعَامِ وَهَذَرِ الْكَلَامِ قَالَ النَّاظِمُ: (وَكَرِهُوا ذَوْقَ كَقِدْرٍ وَهَذَرْ).

ثَانِياً: مُغْـتَـفَـرَاتُ الصِّيَامِ

هُنَاكَ أُمُورٌ اغْـتَـفَـرَ الشَّرْعُ وُقُوعَهَا أَوْ صُدُورَهَا مِنَ الصَّائِمِ؛ وَهِيَ:

1. الْقَيْءُ الْـخَارِجُ مِنْ فَمِ الصَّائِمِ غَـلَبَةً؛ فَيُغْتَفَرُ، وَلَيْسَ فِيهِ قَضَاءٌ، مَا لَمْ يَرجِعْ مِنْهُ شَيْءٌ مَقْدُورٌ عَلَى طَرْحِهِ؛ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ ذَرَعَهُ قَيْءٌ، وَهُوَ صَائِمٌ، فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ». [سنن أبي داود، كتاب الصيام، باب الصائم يستقيء عامداً]

2. الذُّبَابُ الدَّاخِلُ فِي الْفَمِ غَلَبَةً؛ فَيُغْتَفَرُ وَلَا يَجِبُ فِيهِ شَيْءٌ عَلَى الصَّائِمِ؛ لِأَنَّهُ مَغْلُوبٌ وَمَسْلُوبُ الاِخْتِيَارِ؛ لِقَوْلِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: «إِنْ دَخَلَ حَلْقَهُ الذُّبَابُ فَلاَ شَيْءَ عَلَيْهِ». [صحيح البخاري، كتاب الصوم، باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسيا]

3. غُبَارُ الطُّرُقِ وَالصُّنَّاعِ؛ إِذَا دَخَلَ جَوْفَ الصَّائِمِ، كَغُبَارِ الدَّقِيقِِ، وَغُبَارِ الطَّرِيقِ، وَتَصْنِيعِ الْجِبْسِ، وَتَفْتِيتِ الْحِجَارَةِ؛ كُلُّ ذَلِكَ مِنَ الْمَعْفُوِّ عَنْهُ؛ إِذْ لَا طَاقَةَ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَحْتَرِزَ مِنْهُ. يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى:

سورة التغابن الآية 16

التغابن: 16

4. اَلِاسْتِيَاكُ بِالسِّوَاكِ الْيَابِسِ الَّذِي لَايَتَحَلَّلُ؛ فَيُغْتَفَرُ وَلَا يُؤَثِّرُ فِي الصِّيَامِ؛ لِقَوْلِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَاكُ وَهُوَ صَائِمٌ، مَا لاَ أُحْصِي أَوْ أَعُدُّ». [البخاري، كتاب الصوم، باب سواك الرطب واليابس للصائم]

قَالَ الْإِمَامُ ابْنُ عَاشِرٍ رَحِمَهُ اللهُ: 

وَيُكْرَهُ اللَّمْسُ وَفِكْرٌ سَلِمَا *** دَأْباً مِنَ الْمَذْيِ وَإلَّا حَرُمَا
وَكَرِهُوا ذَوْقَ كَقِدْرٍ وَهَذَرْ *** غَالِبُ قَيْءٍ وَذُبَابٍ مُغْتَفَرْ
غُبَارُ صَانِعٍ وَطُرْقٍ وَسِوَاكْ **يَابِسٍ اِصْبَاحُ جَنَابَةٍ كَذَاكْ


5. إِصْبَاحُ الصَّائِمِ بِالْـجَنَابَةِ؛ بِحَيْثُ لَمْ يَغْتَسِلْ إِلَّا بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ.فَيُغْتَفَرُ ذَلِكَ لِلصَّائِمِ وَصِيَامُهُ صَحِيحٌ؛ لِقَوْلِ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: «إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، وَيَصُومُ». [صحيح البخاري، كتاب الصوم، باب الصائم يصبح جنبا]

مصدر هذه المادة : موقع حبوس (وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب)


اشترك في قناتنا على اليوتيوب ❤ × +
ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِين
أحدث أقدم